الذكاءات المتعددة- المقال 3 (المحكّات التي اعتمدها غاردنر)

 المقال (3)

(الذكاءات المتعددة والمحكّات/المعايير التي ارتكز عليها غاردنر في نظريته)
وصف مختصرالذكاءات السبعة:
اقترح جاردنر في كتابه أُطر العقل (Frames of Mind, 1983) وجود سبعة ذكاءات, هي:
الذكاء اللغوي/ اللفظي – الذكاء المنطقي/ الرياضي – الذكاء الصوري/ المكاني – الذكاء البدني/ الحركي – الذكاء السمعي/ الموسيقي – الذكاء البينشخصي/ الاجتماعي – الذكاء الضمنشخصي/ الذاتي ثم تمت إضافة ذكاءات أخرى بالتدريج وذلك بعد أن تم اخضاع هذه الذكاءات إلى الاختبارات وتطبيق المحكّات التي قام جاردنر بطبيقها على باقي الذكاءات السبعة قبل أن يعتمدها كذكاءات مستقلة.
هذه الذكاءات الجديدة هي الذكاء الطبيعي/ البيئي وهكذا أصبح عدد الذكاءات ثمانية, كما أن هناك ذكاء تاسع وهو الذكاء الوجودي في انتظار إضافته رسمياً للقائمة بعد أن يتم إخضاعه للدراسة.
ويؤكد جاردنر أن هذه القائمة قابلة للتعديل إذ يمكن أن ينقسم أي نوع من هذه الأنواع إلى أنواع فرعية, كما يمكن دمج أكثر من ذكاء ليظهر نوع جديد من الذكاءات مثل الذكاء العاطفي الذي يعدّ مزيجاً من الذكاء الاجتماعي والذكاء الذاتي.
إن نظرية الذكاءات في الحقيقة تعتمد على نظام صارم من المحكّات/ المعايير التي لابد لأي مهارة أو موهبة أو قدرة من أن تجتازها حتى يتم اعتبارها ذكاءً مستقلاً. هذه المحكّات هي كالتالي:
- التاريخ نمائي متميز ومجموعة أداءات واضحة التحديد: حيث يقترح جاردنر أن لكل ذكاء وقتاً للنشأة ووقتاً لبلوغ الذروة في حياة الإنسان ولكل ذكاء نمطه من حيث سرعة تدهوره مع تقدم العمر, مثلاً الذكاء الموسيقي يظهر وبلغ الكفاءة في سنٍ مبكرة ويستمر حتى سنٍ متأخرة.
- قاعدة بيولوجية معرّضة للتغير بفعل إصابة في الدماغ: أي إن إصابة جزء معين من الدماغ بالتلف قد يؤثر على ذكاء معين بينما تبقى بقية الذكاءات سليمة. مثلاً إن أُصيبت منطقة بروكا (الفص الجبهي الأيسر من الدماغ) بتلفٍ, فإن الذكاء اللغوي عند الإنسان يتأثر سلباً بشكلٍ كبير بينما لا تتأثر بقية الذكاءات.
- وجود أطفال غير عاديين (الطفل المعجزة): حيث يقترح جاردنر أن لبعض الأشخاص ذكاءات مفردة مستوياتها عالية جداً, بينما باقي الذكاءات عندهم تكون بمستويات عادية أو منخفضة, مثال على ذلك شخصية ريموند في الفيلم السينمائي المبني على قصة حقيقية Rain Man فقد كان ريموند عبقرياً في الذكاء الرياضي يحسب بسرعة فائقة أعداداً مؤلفة من أرقام عديدة في رأسه ويقوم بعمليات مذهلة متعلقة بالرياضيات بينما كان أداؤه اللغوي منخفضاً وعلاقاته بأترابه ضعيفة وينقصه الاستبصار في حياته.
- نظام رموز فريد يمكن من خلاله التعبير عن الذكاء, وهي اللغات الصوتية phonetics كاللغة العربية والانجليزية للذكاء اللغوي, لغات الحاسوب مثل java, +c للذكاء المنطقي, اللغة الهيروغليفية والأيقونات والرموز للذكاء البصري/المكاني, لغة برايل ولغة الإشارة والرقص التعبيري للذكاء الجسمي/ الحركي, النوتة الموسيقية للذكاء السمعي/ الإيقاعي, لغة الجسد للذكاء البينشخصي/ الاجتماعي, الأحلام للذكاء الفردي/ الذاتي, والتصنيفات الطبيعية للذكاء الطبيعي.
- مساندة من النتائج السيكومترية: على الرغم من أن جاردنر ليس من مناصري الاختبارات المقننة ولكنه يقترح أننا نستطيع أن نتطلع إلى كثيرٍ من الاختبارات المقننة لمساعدة نظرية الذكاءات المتعددة, فمثلاً مقياس وكسلر لذكاء الأطفال يضم اختبارات فرعية تتطلب الذكاء اللغوي (معلومات ومفردات) والذكاء المنطقي (الحساب) والذكاء المكاني (ترتيب الصور), وبدرجة أقل الذكاء الجسمي/ الحركي (تجميع الأشياء), وثمة تقييمات أخرى تقيس الذكاء الشخصي مثل مقياس فاينلاند للنضج الاجتماعي. (يتبع)
بقلم: شيرين الخس

تعليقات