اغتيال الطاقات

 اغتيال الطاقات

في مدينةٍ صغيرةٍ أعلن مفتش كبير على المدارس عن قيامه بزيارة المدرسة الإبتدائية ، ولكنه توقف في الطريق بسبب عطل في محرك سيارته،
وبينما كان المفتش حائرآ أمام سيارته مر تلميذ وشاهد الرجل الحائر وسأله عما إذا ما كان في وسعه مساعدته في وضعه المتأزم؟ أجاب المفتش :هل تفهم شيئا عن السيارات ؟
لم يطل التلميذ الكلام بل أخذ الأداة واشتغل تحت غطاء المحرك المفتوح وطلب من المفتش تشغيل المحرك ، عادت السيارة الى السير من جديد ..
شكر المفتش التلميذ ولكنه أراد أن يعرف لماذا لم يكن في المدرسة في هذا الوقت ؟
أجاب التلميذ : سيزور مدرستنا اليوم المفتش ، وبما أنني الأكثر غباء في الصف أرسلني المدرس الى البيت .
هكذا تغتال الطاقات...
الذكاء والإبداع ليس مقتصراً على فهم المنهج الدراسي فحسب، وإنما لابد من وضع كل شخص في مكانه المناسب لتتجلى إبداعاته ومهاراته ونستفيد من هؤلاء الطلاب من إبداعاتهم في مجالات أخرى إذا لقوا من يدعمهم..
كلام لا غبار عليه
لا يوجد غبي ... إنما تعدد ذكاءات
والمشكلة طبعاً هي عم احترام المجتمع والعملية التعليمية للفروقات الفردية والذكاءات المتعددة التي يتميز بها كل فرد عن آخر، حيث أن نظام التعليم والاختبارات في الوطن العربي بشكلٍ عام تركز على اختبار الذكاء التقليدي IQ الذي يرتكز على ذكاءين فقط هما اللغوي / اللفظي و المنطقي/ الرياضي
بينما يهمل باقي الذكاءات، وفي هذا ظلم كبير للطلاب الذين يمتلكون نسبة قليلة من هذين الذكاءين مع نسب مرتفعة من باقي الذكاءات
الأسباب: تقدير المجتمع لهذين الذكاءين وما يتصل بهما من مهن، مع تقليل شأن باقي الذكاءات والمهن المرتبطة بها
كذلك التحجر و رفض التغيير عند القائمين على العملية التعليمية و مؤسسات التربية والتعليم، وكذلك الإرث التقليدي الذي تتوارثه الأجيال من تقديس لأصحاب الذكاءين اللغوي والرياضي، و نظرة دونية لأصحاب باقي الذكاءات
النتائج: من الناحية النفسية احباط و انخفاض تقدير الذات و تدني الثقة بالنفس لأصحاب الذكاءات الأخرى التي لا تحظى بتقدير واحترام كافيين مثل الجسدي/ الحركي. الموسيقي. البصري. البيئي....
كذلك يعاني هؤلاء من تحصيل علمي متدني مما يجعلهم يكرهون المدرسة و يمارسون مهن لا تتناسب مع ميولهم
كل هذا يؤدي إلى انخفاض نسبة الابداع في المجتمع و نسبة رضا وسعادة أقل لدى الأفراد ، فلا يتطور المجتمع ولا يتقدم

تعليقات