لماذا أقرأ؟
لماذا أقرأ؟
لماذا أقرأ؟ يا له من سؤالٍ محيّر، لكن الحيرة هنا لا تنبع من صعوبة الإجابة عن السؤال، بل الصعوبة تكمن في تزاحم الإجابات في رأسي حين يتم طرح هذا السؤال عليّ.
بدايةً، تقفز إلى ذهني إجابة الأديب عباس محمود العقاد حين قال: لا أحب الكتب لأنني زاهدٌ في الحياة، ولكنني أحب الكتب لأن حياةً واحدةً لا تكفيني
يا لها من إجابةٍ واقعيةٍ عبقريةٍ تختصر الكثير
لكن فائدة القراءة ليست واحدة، فكل نوعٍ من الكتب يحمل لنا فوائداً مختلفة، سأذكر بعضها هنا على سبيل المثال لا الحصر:
* الكتب الواقعية المبنية على تجارب شخصية كالمذكّرات: تضيف قراءة هذا النوع من الكتب إلى خبراتنا خلاصة تجارب وخبرات الكتّاب الذين نقرأ لهم، فنتعلم الكثير من الدروس والعظات والحكم، دون أن نضطر لخوض كل تلك التجارب التي قد تكون قاسية فتوفر علينا وقتاً وجهداً وتعباً وألماً
* الروايات: إن قراءة الروايات تمنحنا بساطاً سحرياً يسافر بنا إلى عوالم سحرية فنتعرف إلى حضارات وثقافاتٍ جديدة، ونتعّف إلى أصدقاء جدد نتعرف إليهم نعيش معهم نفرح لأفراحهم، نحزن لأحزانهم، نبكي معهم، ونضحك معهم،
وقد نختلف مع اختياراتهم فنصرخ في وجوههم، وربما نكرههم ونحقد عليهم
* الكتب الجدلية الناقدة: قراءة هذا النوع من الكتب تستفز عقولنا وتترك في أفكارنا الكثير من القلق والفوضى الخلّاقة، مما يحثنا على البحث عن الحقيقة، كون الأفكار المطروحة في هذا النوع من الكتب تتعارض مع بديهياتنا ومعتقداتنا
* الشعر والمقالات الأدبية: قراءة هذا النوع من الكتب تهذب نفوسنا ومشاعرنا وتغني مفرداتها ثروتنا اللغوية، كما أن المحسنات البديعية والتشبيهات العبقرية والبلاغة فيها تحفز خيالنا على الإبداع والابتكار
* السير الذاتية للعظماء: تشجعنا قراءة السير الذاتية على التحلّي بالصبر والمثابرة وتعلّمنا كيف يعيش ويفكر ويتصرف العظماء
* كتب التنمية البشرية: تساعد قراءة هذا النوع من الكتب على إمدادنا بالمهارات اللازمة لتحسين حياتنا وزيادة إنتاجيتنا وتحسين جودة التواصل مع الآخرين لتصبح حياتنا أفضل ونكون أقدر على تحقيق أهدافنا.
* كتب الأساطير والملاحم والأدب الشعبي: تطلعنا على الحضارات الغابرة وعلى تراثهم الحضاري والفكري.
* كتب التاريخ: قراءة كتب التاريخ تساعدنا على فهم الأحداث التي مرت بها الشعوب الإنسانية، لكن لا بد من ان نضع في الاعتبار أن التاريخ عادةً ينقل وجهة نظر الأقوياء، ولكي نكون قادرين على فهم التاريخ بشكلٍ أعمق وأكثر واقعية، فعلينا أن نقرأ التاريخ من وجهات نظر الأطراف المختلفة.
* الكتب العلمية المختصة: تساعدنا على التعرف إلى العلوم المختلفة وتزيد من قدرتنا على فهم الأشياء والظواهر وترفع منقوة الحدس لدينا وتزيد من قدرتنا على التفكير المنطقي.
* الكتب الفلسفية: تساعدنا قراءة هذا النوع من الكتب على فهم النفس الإنسانية واحتياجاتها ورغباتها .
* الكتب الدينية: لا شك أن قراءة الكتب الدينية شيءٌ أساسي لزيادة تفقهنا في الدين ومعرفة الأحكام الدينية اللازمة لنعيش حياتنا بطريقة متوازنة ومتسقةٍ مع تعاليم الدين. لكن يجب علينا الحذر أثناء اختيار هذا النوع من الكتب، نظراً لانتشار الكتب التي تشوّه وتسيئ للدين بما تحمله من فكرٍ متطرفٍ وشاذ، تحت مسميات وعناوين جذابة تدّعي العفة والتقوى
* كتب تعليم المهارات: تساعد قراءة هذا النوع من الكتب على تعليم الإنسان مهنة أو هواية أو مهارة معينة بطريقة خطواتٍ متدرجة، ومنها كتب تعليم الطبخ و كتب تعليم الحياكة وكتب تعليم الزراعة، وغيرها الكثير. وهي مفيدة حقاً للراغبين بتعلم مهارة ما.
* الكتب الفكاهية الخفيفة : تساعد قراءة هذا النوع من الكتب على الترفيه والترويح عن النفس، فيستمتع القارئ بالإضافة إلى اكتسابه معلوماتٍ مفيدة.
* الروايات المكتوبة بلغة أجنبية: بالإضافة إلى المتعة والتعرّف على الحضارات المختلفة، فهذا النوع من الكتب يساعد على زيادة حصيلتنا اللغوية ويعرّفنا على المصطلحات المستخدمة في هذه اللغة الأجنبية.
لذا، فكما نرى كل أنواع القراءات تفيد القارئ وتضيف إليه الكثير، وكلما نوّع القارئ في قراءاته كلما اتسعت مداركه وزادت ثقافته وأصبح أكثر انفتاحاً وتقبلاً للآخرين وكلما زادت قدرته على التخيل والإبداع والابتكار.
دمتم قارئين
شيرين
تعليقات
إرسال تعليق